mohamed tiger
قوة التنين
عدد الرسائل : 127
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 23/08/2007
 | موضوع: قصة قصيرة  الخميس أغسطس 23, 2007 11:48 pm | |
| كوكبة في الجنة
اغلقت عقارب السلعة ابوابها ....وانتصف الليل , واكتملت دائرة القمر ...وسكب نوره كالماء على سطح الارض ....تتسلل نسمات منصف الليل وتتحول الى ندى ويبرد حر تلك الليلة الواقعة على اول سطر من سطور حزيران المشتعل نهاره بالشمس الحارقة....يكتنز الندى ويصبح لذيذا ....ويفتح ابواب الاحلام على مصراعيها ٍ.....حلمت تلك الليلة بان شجرة عنب طويلة ترتفع في السماء وتتلاشى بالافق ...رأيت عناقيد العنب تتدلى منها حتى تصل الارض , والحبة بحجم البرتقالة ...لونه اخضر , يلمع مثل زجاج بلوري .... رأيت تلك الشجرة تخرج من بيت احد الجيران الذي يبعد منزله عن بيتي عدة اذرع حسب مقاييس المخيم ....اشتهيتها ...تمنيت لو احصل على حبة واحدة منها ....وانتهى الحلم مع سماعي آذان الفجر الذي فرد جنا حيه على سماء المخيم ....احسست بلذة سرت بشراييني وانتعشت ..توضأت وصليت وقلت اللهم اجعله خيرا ....بدأت بتفسبر هذا الحلم بقدراتي الذاتية ولكنني فشلت ...سألت بعض الاصدقاء ,اعطوني بعض الاحتمالات ولكنني لم اقتنع بتفسيرها ..........وبعد فترة حين كان المخيم تحت وطأة الغروب والشمس تجر بذيلها الحارق ...اطلق العدو النار في المساحة الصغيرة الواقعة في مقدمة المخيم بكل الاتجاهات ....اصيب من اصيب واستشهد من استشهد ...رأيت اسامة وسلاحه ملتصقا بيديه ....يقفز كثل غزال من موقع الى موقع ....من زقة الى زقة ....يحافظ على اصحابه المحاصرين كما يحافظ الانبياء على رسالتهم ...وكأن الشهادة تحولت عنده الى رغبة حادة ابعدت عنه شبح الخوف .....أبى هذا الباشق العيش بالهاوية على فتات هذا الزمن المخذول ...حلق في السماء عاليا ...انحنت له كل غيمة ممطرةٍ, رقص تراب الوطن على زئير اسد المخيم ...كان يضيء برصاصه ظلمة الصمت والقهر , يمسح بدمه الحزن المتراكم على وجه المخيم ,
سقط اسامة مثخن بالجراح ...دمه الزكي فتحت كوة في كل منزل , يستنشق المخيم عبيره صباحا مساء .....كانت ابتساماته العريضة لا تفارق شفتيه ....يبذرها في سهول وجبال اليأس , وتنضج املا مع كل صرخة طفل ...مع وجع كل شيخ , مع انات كل النساء الثكالى ...ذاب على سرير الشهادة مثل شمعة انارت ليل حزننا , ...ذاب مثل ملح في تراب اجسادنا ....نراه في مرآتنا الصباحية , في شمس نهارنا شلالا ذهبيا ينزلق بداخلنا ....نراه في قمر ليلنا ....كان مثل الزهور يحلق حوله الاطفال كالفراشات ...زيعرفه كل شيخ , كل طفل , وكل حارة , كل زقة ...لو سألت أي طفل هل تعرف اسامة؟ سيجيب بكل براءة : نعم انه امير الكتائب ....رحل اسامة وتركٍ لنا حروفا سيجمعها الاطفال ويشكلون رواية جديدة ستقرؤها الجيال .
....ودون سلبق انذار سبح الحلم الذي حلمته في مياه ذاكرتي ....صممت على تفسيره , ذهبت الى بعض الشيوخ الذين اعرفهم واجلّهم ...وسألتهم عن تفسير هذا الحلم ....اجمعوا على ان شجرة العنب والعناقيد واللون الاخضر هي من صفات الجنة ....وعندما قلت لهم ان هذه الشجرة نبتت وارتفعت من بيت اسامة الطوباسي , قالوا لي : اطمئن يا ابني فان اسامة الآن في الجنة .
عصام ضباية مخيم جنين | |
|
