amrnafad جينزو#7
عدد الرسائل : 30 تاريخ التسجيل : 10/10/2007
| موضوع: عندما يغدو العالم كله حنين الأربعاء أكتوبر 10, 2007 8:57 pm | |
| "هي ما تعودت أن تخلع الكعب العالي لضحكتها لحظة تمشي على حزن رجل " أطلقت تنهيدة عميقة ...وأغلقت الرواية ,نقلت بصرها في أرجاء الغرفة ,كان الضياع يفرقها ببحره اللامتناهي ,والدموع التي ضلت طريقها وظلت حبيسة عينيها الجامدتين ,أخذت تتسابق بالانهمار...فقد ضحكت كثيرا ,ولا بد لها في النهاية أن تبكي رجلا كان يرسب تعبها مع البن في فناجين القهوة . أصغت لدقات قلبها تتشفع له وتطلب الغفران,لكنها لم تستطع أن تحسم موقفها ,كانت صريحة وواضحة مع الجميع إلا مع نفسها ,اتبعت كل وسائل الغش والتضليل لتبقيه بلا اسم.. بلا زمن..بلا عنوان. أسندت رأسها المزدحم بالأفكار,وفجأة يقطع خلوتها صوت يدوي في أركان المنزل وما هي إلا ثوان حتى تحول كل ما حولها إلى دمار ,أمضت حياتها تشعر بهذا الدمار ,لكن لم يخطر ببالها أن تراه يوما أو أن يحيط بها بهذا القدر الهائل ...أغمضت عينيها وتعلقت بأذيال الموت ,لكنه نظر إليها بازدراء ,وتابع طريقه دون أن يعيرها اهتماما ...وترك لها رمق حياة ,سقط منه صدفة... كان هو,سمعت أنفاسه ,شعرت به قربها يزاحمها المكان ,والهواء وحتى بضع دقائق هاربة من عداد الحياة . كانت الأنقاض تجثم على كليهما ,وكل ما استطاعا فعله ,التراشق بالكلمات... قالت له محتدة : * دوما تحاصرني , تقيدني لا تعطيني أي مساحة بيضاء لأتحرك فيها ,حتى روحي ذاتها تضيقها علي . يجاوبها بنفس البرود الذي استوطن دوما أحداقه : * أنت من يحاصر نفسه , والمشكلة ليست في حفرة أشاركك فيها المصير,وإنما في أنانية تسير مصيرك نحو هوة عميقة حيث لا تجدين أحدا تقدمي له شيئا من روحك أو قلبك ,متذرعة بمزاجية حمقاء تخفين وراءها ضعفا تجاه الآخرين . * ما ذنبي ,إن كانت التفاصيل الصغيرة تتعبني ,وأنت دوما تتجاهل التفاصيل لتتركها تنهش أعصابي !! * تركيزك على الأشياء الصغيرة ليس إلا هروبا من مشكلات كبيرة تركتها معلقة دون حل ,فعندما تحملين على ظهرك حملا ثقيلا فإن أي حجرة صغيرة تضاف إليه تزيد من ألمك وكأنها سبب معاناتك ,فلو أزلت الحمل لما بقي للحجرة أي تأثير . * تصيبني أجوبتك بدوار... تماما كما يصيب البحارة أحيانا دوار البحر رغم محبتهم له وتآلفهم الشديد معه ,لكنه يخذلهم ويجعلهم عاجزين عن رفع الشراع أو اسدال المرساة . * لم تكون يوما عاجزة أمام حبك ,حرري قلبك من أكفانه ولو مرة واحدة ,عله يغفر لك ما ارتكبته بحقه . * آه من قلبي ماذا عساه يفعل وقد غدا قطعة حطب يابسة كل ما يمكنها فعله هو الاحترق ..ثم ما نفع الكلام فالموت يحيق بنا هنا والهواء بدأ ينفذ على كل حال . * أنا مستعد للموت مقابل أن أهبك بضع لحظات من حياة ,سأخذ نفسا من عطرك ليكون آخر ما يدخل جسدي ولن أحرره أعدك .... * لا تتركني ,أخاف الظلمة والوحدة ,لن أعاندك لن .... آه لو يمنحني القدر فرصة لأبدأ معك حياتي من جديد . يرتجف جسدها بيد ترنو على كتفها بحنان , وصوت ألفته كل صباح ليوقظها... حنين أنت تتحدثين في منامك من سيتركك ...تفتح عينيها ,تضمه ... وتبدأ بالبكاء ...
| |
|