حب تحت المطر

لا زلت أتذكر بدقة تلك اللحظات التي التقيتها لأول مرة.

كان الجو ممطرا و الغيوم تكسو السحاب

إنها اللحظات التي تسبق العاصفة، عاصفة هوجاء ستحل بي و بقلبي بعد حين.

ها هي تمر من أمامي و رائحة عطرها سكنت أنفي، و جمال قدها سحرت عيني، جميلة كجمال الظبي في أحلى حللها، رشيقة كغزال يجري بين الجداول.

حبيبتي التي سكنت قلبي من أولى النظرات، أحسست أنها بادلتني نفس النظرات، ما زاد في نفسي بهجة و سرورا.

فكرت أن أكلمها لكن هيهات هيهات فأنا لم أجد الكلمات و لا التعابير لكي أكلم بها هذا ال السائر أمامي فكلما فكرت بمصارحتها اعترتني حالة من البكم لأعود أدراجي خائبا يائسا.

مرت الأيام و الشهور و أنا على هذا الحال، سهر و رومانسية، فأصبحت مولوعا بالأغاني التي تتحدث عن الحب و تمجده. الحب الذي أصبح يسيطر على كل كياني.

ذات ليلة و أنا ساهر كعادتي عقدت العزم عن المجازفة و مصارحتها بكل ما سكن قلبي من أحاسيس و مشاعر جياشة.

فكرت أن أخبرها أنها أعز ما أحببت، و أنها أولى تجاربي العاطفية...... كلام كثير نويت أن أبوح به في لحظات صدق.

حلت ساعة الحسم، اعتراني نوع من القلق مصحوبا بالحماس.

أقبلت عليها ملقيا التحية، لكنها لم تردها لأنها ظنت أني من بائعي الهوى الذين يزينون أنفسهم للفتيات بالكلام المعسول من أجل اصطيادهم ثم تركتني و ذهبت فخاب أملي.

بعد برهة عادت، و البسمة تملأ وجهها، فأيقنت حينها أن هذا الحب كتب له أن لا يكون حبا من طرف واحد و أن الحبيب يبادلني نفس الشعور.

لن أستطيع وصف الشعور الذي أحسست به حينها إحساس لم أعهده قبلا.

تكلمنا قليلا فمر الوقت سريعا كأنه ثواني لا دقائق. إلا أن اعتذرت من أجل الذهاب، تحسرت لكنها وعدتني بلقاء جديد، و من هنا ابتدأت أولى فصول حب كبير بين قلبين، حب لا أستطيع مقارنته بالقصص الخرافية كروميو و جولييت لأنه بكل بساطة قصة عايشتها بحلوها و مرها.

إنه الحب الذي أبدع في وصفه الشعراء و ألهم كبار الأدباء و حير عقول العلماء، الحب العظيم الذي يسكن القلب البشري رافضا كل الرفض النزوع عنه و تركه عائما في بحوره.

لقد دامت قصتنا لسنوات إلى أن جاء يوم الفراق، الذي سكنني منذ أولى كلماتي معها فقد كنت شديد الخوف من أن يأتي هذا اليوم.

لقد قررت الابتعاد دون سابق إنذار، الذهاب بعيدا عن المجهول، فلا عنوان لها بعد اليوم، لكن عنوانها الأول و الأخير هو قلب هذا العبد الضعيف.

قالتها بكل عفوية و بصوت حنون شبيه بصوت البكاء، و تركتني مصدوما من هول ما سمعت.

إلى أين تذهبين ؟ و ما السبب؟ أسئلة لم أجد لها جوابا إلا الصمت.

في لحظة طيش واحدة قررت هدم حياة شاب أفنى عمره في خدمتها و حبها.

لا تنسي أني لم و لن أنسى أية لحظة قضيتها معكِ و كل كلمة قلتها ستسجل في ألبوم حياتي.

وداعا حبيبتي التي سكنت قلبي و جوارحي.

و ملتقانا في جنة الرحمن بإذنه سبحانه و تعالى.

دام قلبي ملكك

بقلمي الجريح

أتمنى أن تعجبكم القصة التي اقتطفتها من وراقات ذكرياتي
/نقوووول