قرئ على أبي القاسم بن أبي حية قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن شجاع قال حدثنا الواقدي قال حدثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد وعبد الله بن جعفر الزهري ، ومحمد بن يحيى ، وابن أبي حبيبة وربيعة بن عثمان وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي قتادة ، وعبد الله بن عبد الرحمن . الجمحي . وعمر بن سليمان بن أبي حثمة وموسى بن محمد بن إبراهيم وعبد الحميد بن جعفر وأبو معشر ويعقوب بن محمد بن أبي صعصعة وابن أبي سبرة وأيوب بن النعمان فكل قد حدثني بطائفة من حديث تبوك ، وبعضهم أوعى له من بعض وغير هؤلاء قد حدثني ممن لم أسم ثقات وقد كتبت كل ما قد حدثوني .
قالوا : كانت الساقطة - وهم الأنباط - يقدمون المدينة بالدرمك والزيت في الجاهلية وبعد أن دخل الإسلام فإنما كانت أخبار الشام عند المسلمين كل يوم لكثرة من يقدم عليهم من الأنباط ، فقدمت قادمة فذكروا أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة وأجلبت معه لخم ، وجذام ، وغسان ، وعاملة . وزحفوا وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء وعسكروا بها ، وتخلف هرقل بحمص . ولم يكن ذلك إنما ذلك شيء قيل لهم فقالوه . ولم يكن عدو أخوف عند المسلمين منهم وذلك لما عاينوا منهم - إذ كانوا يقدمون عليهم تجارا - من العدد والعدة والكراع . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغزو غزوة إلا ورى بغيرها ، لئلا تذهب الأخبار بأنه يريد كذا وكذا ، حتى كانت غزوة تبوك ، فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ، واستقبل غزى وعددا كثيرا ، فجلى للناس أمرهم ليتأهبوا لذلك أهبة غزوهم وأخبر بالوجه الذي يريد . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبائل وإلى مكة يستنفرهم إلى غزوهم فبعث إلى أسلم بريدة بن الحصيب وأمره أن يبلغ الفرع . وبعث أبا رهم الغفاري إلى قومه أن يطلبهم ببلادهم وخرج أبو واقد الليثي في قومه وخرج أبو الجعد الضمري في قومه بالساحل وبعث رافع بن مكيث وجندب بن مكيث في جهينة ; وبعث نعيم بن مسعود في أشجع وبعث في بني كعب بن عمرو بديل بن ورقاء وعمرو بن سالم وبشر بن سفيان ; وبعث في سليم عدة منهم العباس بن مرداس . وحض رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على القتال والجهاد ورغبهم فيه وأمرهم بالصدقة فحملوا صدقات كثيرة فكان أول من حمل أبو بكر الصديق رضي الله عنه جاء بماله كله أربعة آلاف درهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أبقيت شيئا ؟ قال الله ورسوله أعلم وجاء عمر رضي الله عنه بنصف ماله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أبقيت شيئا ؟ قال نعم نصف ما جئت به . وبلغ عمر ما جاء به أبو بكر فقال ما استبقنا إلى الخير إلا سبقني إليه . وحمل العباس بن عبد المطلب عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا ، وحمل طلحة بن عبيد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم مالا ، وحمل عبد الرحمن بن عوف إليه مالا ، مائتي أوقية وحمل سعد بن عبادة إليه مالا ، وحمل محمد بن مسلمة إليه مالا . وتصدق عاصم بن عدي بتسعين وسقا تمرا . وجهز عثمان بن عفان رضي الله عنه ثلث ذلك الجيش فكان من أكثرهم نفقة حتى كفى ذلك الجيش مئونتهم حتى إن كان ليقال ما بقيت لهم حاجة حتى كفاهم شنق أسقيتهم . فيقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ ما يضر عثمان ما فعل بعد هذا