((إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا)) أي حركت تحركها الشديد، واضطربت اضطراباً عظيماً.
((وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا)) كل ما فيها من الأشياء الثقيلة من معادن ودفائن وأموات وأشباه ذلك، فإنها تلقيها على ظهرها عند قيام الساعة.
((وَقَالَ الْإِنسَانُ)) متعجباً من هذه الحوادث ((مَا لَهَا)) أي ما للأرض تتزلزل وتضطرب وتُخرج ما في بطنها؟
((يَوْمَئِذٍ)) أي في ذلك اليوم - هو يوم القيامة - ((تُحَدِّثُ)) الأرض ((أَخْبَارَهَا)) ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "أتدرون ما أخبارها؟" قالوا: "الله ورسوله أعلم،" قال: "أخبارها أن تشهد على كل عبد، وأنه بما عمل على ظهرها."
كل ذلك والإخراج والحديث يصدر من الأرض((بِ)) سبب ((أَنَّ رَبَّكَ)) يا رسول الله ((أَوْحَى لَهَا)) أي للأرض بأن تعمل ذلك، والسماء والأرض مطيعتان لله سبحانه فيما يأمر، كما قال سبحانه (قالتا أتينا طائعين).
((يَوْمَئِذٍ)) أي في ذلك اليوم ((يَصْدُرُ النَّاسُ)) أي يرجع الناس من قبورهم إلى المحشر ((أَشْتَاتًا)) جمع "شتيت" أي متفرقين، بعضهم لعاقبة حسنة وبعضهم لعاقبة سيئة ((لِّيُرَوْا)) - على البناء للمفعول - أي حتى يريهم الله ((أَعْمَالَهُمْ)) التي عملوها، ويجازي كل على عمله.
((فَمَن يَعْمَلْ)) في الدنيا ((مِثْقَالَ ذَرَّةٍ)) أي بقدر ثقل الذرة - وهي الهباءة التي تُرى في الشمس إذا دخلت من الكوة في المحل المظلم - ((خَيْرًا يَرَهُ)) أي يرى جزاء ذلك الخبر في ذلك اليوم.
((وَمَن يَعْمَلْ)) في الدنيا ((مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا)) من الكفر والعصيان ((يَرَهُ)) في ذلك اليوم، ولا يظلم أحد شيئاً، إلا أن يدرك عامل الشر شفاعة - إن كان من أهلها - أو عامل الخير إحباطاً لأنه أتى بسيئة تحبط أعماله.